سياسة

انسحاب عصابات الجولاني من قرى السويداء : تحوّل ميداني أم بداية تسوية؟

انسحاب عصابات الجولاني من قرى السويداء : تحوّل ميداني أم بداية تسوية؟

انتصار إرادة “الصخرة البازلت” وبداية نهاية المشروع التكفيري

تشهد محافظة السويداء في جنوب سوريا تطورات متسارعة بعد إعلان مصادر رسمية وميدانية عن بدء انسحاب عصابات الجولاني من القرى الغربية، في خطوة لم تكن “حسن نية” كما يدعي، بل جاءت نتيجة ثبات وصمود وتضحيات أبناء الطائفة الدرزية بقيادة مرجعيتهم الروحية الشيخ حكمت الهجري، الذي يشكل مع ابناء الطائفة وزعمائهم في لبنان واسرائيل والعالم أجمع درعاً واقياً في معركة الوجود التي خاضوها ضد المشروع التكفيري العالمي الذي يترأسه الجولاني.

اتفاق دولي يكرّس انتصار السويداء

وفقاً لمعلومات دبلوماسية مطلعة ، يجري الإعداد لاجتماع في الأردن برعاية دولية، سيعقب عودة الجولاني من أميركا، لتنفيذ اتفاق ملزم وغير قابل للتفاوض.
هذا الاتفاق – الذي سينفذ تدريجياً – يُعتترف بموجبه بحكم ذاتي للسويداء، مع تعويضات مادية عن الخسائر والأضرار.
إن دماء شهداء السويداء، التي لم تذهب هدراً، شكّلت خارطة طريق وجسر عبور لصيغة عيش مشترك ستمتد لمئات السنين.

الانزياح الجيوسياسي: من مواجهة وجود إلى حكم ذاتي

لقد اصطدم الجولاني – الذي كان يعتبر نفسه لم يُهزم في معركة منذ عام 2003 – بالصخرة الأقوى: البازلت الأسود للسويداء.
هذا الاصطدام كشف محدودية مشروعه التكفيري أمام صمود مجتمع موحد. الانسحاب الحالي من القرى المحتلة من ولغا وغيرها من القرى المحادية لمدينة السويداء ، ليس منة من الجولاني، بل اعترافاً بالهزيمة، وبداية لتطبيق اتفاق دولي يشكل اعترافاً دولياً بانتصار السويداء.

المرجعية الدينية: عماد الصمود والمشروعية

الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للدروز في سوريا، لم يكن مجرد مراقب للأحداث، بل كان قائداً للمواجهة الوجودية.
مواقفه الثابتة – التي أعلن فيها رفضه لتسليم السلاح قبل قيام دولة دستورية – شكلت الإطار الشرعي والمجتمعي للمقاومة.
هذا الموقف وجد صداه في وقوف أبناء الطائفة الدرزية في لبنان وإسرائيل والعالم كتفاً بكتف مع إخوتهم في سوريا، مؤكدين أن معركة السويداء كانت معركة مصير للطائفة بأكملها.

خلاصة القول : من الانسحاب إلى الحكم الذاتي

انسحاب عصابات الجولاني من قرى السويداء ليس مجرد تحول ميداني عابر، بل هو بداية لتسوية سياسية تاريخية تعكس انتصار إرادة المجتمع الدرزي على المشروع التكفيري.
السؤال الآن لم يعد عما إذا كان الانسحاب سيستمر، بل عن كيفية الانتقال السلس نحو الحكم الذاتي تحت الإشراف الدولي، وكيف ستصوغ السويداء نموذجاً جديداً للعيش المشترك في سوريا المستقبل.

إن الصخرة البازلتية للسويداء قد صدت أعتى هجمة تكفيرية، وأرست بديلاً عن منطق القتل والعنف: منطق السيادة والاستقلال.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى